اليــتيـمة

 

اليــتيـمة او (هند) او (دعد)


هل بالطلول لسائلٍ ردُّ 
أم هل لها بتكلّمٍ عهدُ

دَرَس الجديدُ ، معهدها 
فكأنما هي ريطة جرد

من طول ما تبكي الغيوم على 
عَرَصاتِها ، ويقهقه الرعد

وتلُثُّ ساريةٌ وغاديةٌ 
ويكرُّ نحسٌ خلفه سعد

تلقاءَ شاميةٍ يمانية 
لهما بموْرِ تُرابها سَرْد

فكست بواطنها ظواهرها 
نُوراً كأن زهاءه برد

فوقفتُ أسألها ، وليس بها 
إلاّ المها ونقانق رُبد

فتبادرت درر الشئون على 
خدّي كما يتناثر العقد

لهفي على (( دعد )) وما حلفت 
بالاّ بحرٍّ تلهفي (( دعدُ))

بيضاء قد لبس الأديم بها 
ءَ الحسُن ، فهو لجِلدها جِلْد

ويزينُ فوْديْها إذا حسَرتْ 
ضافي الغدائر فاحمٌ جَعد

فالوجه مثل الصبح مُبيضٌّ 
والشعر مثل الليل مسودُّ

ضدّانِ لما استجمعا حسُنا 
والضدُّ يظهر حُسنه الضدُّ

وكأنها وَسْنَى إذا نظرت 
أو مدنف لمَّا يُفِق بعد

بفتور عينٍ ما بها رمَدٌ 
وبها تُداوى الأعين الرُّمدُ

وتُريك عِرنيناً يزِيِّنه 
شَمَمٌ ، وخدّاً لونه الورد

وتجيلُ مِسواك الأراك على 
رتلٍ كأن رضابه الشهد

ما عليها طول و لا قِصَر 
في خلقها ، فقوامها قصد

إن لم يكن وصل لديك لنا 
يشفي الصبابة ، فليكن وعد

قد كان أورق وصلُكم زمناً 
فذوي الوصال وأورَق الصد

لله أشواقي إذا نزَحت 
دار بنا ، وطواكمو البعد

إن تتهمي فتهامة وطني 
أو تنجدي ، يكن الهوى نجدُ

وزعمت أنك تضمرين لنا 
وداً ، فهلاَّ ينفع الودُّ !

وإذا المحب شكا الصدود ولم 
يعطف عليه فقتله عمد

نختصُّها بالود ، وهي على 
ما لا نحب ، فهكذا الوجدُ !

أو ما ترى طمريّ بينهما 
رجل ألحَّ بهزله الجد

فالسيف يقطع وهو ذو صدأٍ 
والنصل يعلو الهام لا الغمد

هل تنفعن السيف حليته 
يوم الجلاد إذا نبا الحد

ولقد علمتُ بأنني رجلٌ 
في الصالحاتِ أروحُ أو أغدو

سلمٌ على الأدنى ومرحمةٌ 
وعلى الحوادث هادن جَلْدُ

متجلبب ثوب العفاف وقد 
غفل الرقيب وأمكن الوِرْدُ

ومجانبٌ فعل القبيح ، وقد 
وصل الحبيب ، وساعد السعد

منعَ المطامع أن تثلمِّني 
أنِّي لِمعْولِها صفاً صَلْدُ

فأروحُ حُرّاً من مذلَتها 
والحرُّ حين يطيعها عَبْدُ

آليت أمدح مُقرفِاً أبداً 
يبقى المديح وينفد الرِّفد

هيهات ، يأبى ذاك لي سلفٌ 
خموداً ولم يخمد لهم مجد

والجَدُّ كِنْدة والنون همو 
فزكا النون وأنجب الجَدُّ

فلئن قفوت جميل فعلهمو 
بذميمِ فعلي ، إنني وَغْدُ

أجمل إذا حاولتَ في طلَبٍ 
فالجِدُّ يُغني عنك لا الجَدُّ

ليكن لديكِ لسائلٍ فَرَجٌ 
أو لم يكن … فليحسن الردُّ !
 


شعر/عزيز-الهاكر