أراك عصي الدمع

 

أراك عصي الدمع


أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر

بلى أنا مشتاق وعندي لوعة
ولكن دمعي لا يذاع له سر

إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
وأذللت دمعا من خلائقه الكبر

تكاد تضئ النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

معللتي بالوصل والموت دونه
إذا مت ظمأنا فلا نزل القطر

حفظت وضيعت المودة بيننا
وأحسن من بعض الوفاء لك العذر

بنفسي من الغادين في الحي غادة
هواي لها ذنب وبهجتها عذر

تروغ إلى الواشين في وإن لي
لاذنا بها عن كل واشية وقر

بدوت وأهلي حاضرون لأنني
أرى أن دارا لست من أهلها قفر

وحاربت قومي في هواك وانهم
وإياي لولا حبك الماء والخمر

فإن يك ما قال الوشاة ولم يكن
فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفر

وفيت وفي بعض الوفاء مذلة
لانسانة في الحي شيمتها الغدر

وقور وريعان الصبا يستفزها
فتأرن أحيانا كما أرن المهر

تسائلني من أنت وهي عليمة
وهل بفتى مثلي على حاله نكر

فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى
قتيلك ، قالت : أيهم، فهم كثر

فقلت لها: لو شئت لم تتعنتي
ولم تسألي عني وعندك بي خبر

فقالت: لقد آزري بك الدهر بعدنا
فقالت: معاذ الله ، بل أنت لا الدهر

وما كان القلب لكن الهوى للبلى جسر
وتهلك بين الهزل والجد مهجة

إذا ما عداها البين عذبها الهجر
فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشق

وأن يدي مما علقت به صفر
وقلبت أمري لا أرى لي راحة

إذا البين أنساني ألح بي الهجر
فعدت إلى حكم الزمان وحكمها

لها الذنب لا تجزي به ولي العذر

 


شعر/عزيز-الهاكر